د. إيهاب سمارة: التغييرات على نمط الحياة في المجتمع العربي أدت الى ازدياد سرطان القولون

كل العرب
نُشر: 15/09/25 14:27

 د. إيهاب سمار ة: التغييرات على نمط الحياة في المجتمع العربي أدت الى ازدياد سرطان القولون ولدى شرائح جيل أصغر"  

القولون هو الجزء الأول والأطول من الأمعاء الغليظة، وهو آخر جزء من الجهاز الهضمي، حيث يتولى مهمة تحليل الطعام ليتمكن الجسم من الاستفادة منه. ويُعرف سرطان القولون بأنه نمو غير منضبط للخلايا ويبدأ في هذا الجزء من الأمعاء.

يُعدّ سرطان القولون من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم، كما يحتل مراتب متقدمة بين مسببات الوفيات الناجمة عن الأورام الخبيثة. ومع ذلك، تؤكد الدراسات الطبية أن الكشف المبكر واتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يقللا من مخاطره بشكل ملحوظ.
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC12337427/
https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMoa2502760

وللحديث عن هذا الموضوع، نستضيف الدكتور إيهاب سمارة، طبيب أورام ومختص في أورام الجهاز الهضمي.

د. إيهاب سمارة- تصوير محمود أسعد

ما هي أسباب وعوامل الخطر المرتبطة بسرطان القولون؟

لا تعود الإصابة بسرطان القولون إلى سبب واحد، بل إلى مجموعة من العوامل المتداخلة. من أبرزها التقدم في السن، حيث تزداد احتمالات الإصابة بعد سن الخمسين. مع ذلك، نشهد في السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في نسبة الإصابة لدى الفئات العمرية الأصغر سنًا، خاصة في المجتمع العربي. كما أن العامل الوراثي له تأثير على احتمالات الإصابة.

أعتقد أن نمط الحياة الحديث، بما في ذلك النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء والمصنعة، وانتشار السمنة، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وتناول المشروبات الكحولية، قد زادت من احتمالات الإصابة بالمرض لدى أبناء المجتمع العربي. بالإضافة إلى ذلك،  انتشار الإصابة بأمراض مزمنة في القولون مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون قد تزيد من احتمالات الإصابة.

ما هي أعراض سرطان القولون؟

تغيرًا في عادات التغوط، كزيادة مرات الإصابة بالإسهال أو الإمساك.

نزيف في المستقيم أو خروج دم مع البراز.

انزعاج مستمرًا في البطن، مثل التقلُّصات المؤلمة أو الغازات أو الألم.

الشعور  بأن الأمعاء لا تفرغ بالكامل أثناء التغوُّط.

الضعف أو التعب.

نقصان الوزن دون تعمد ذلك.

إذا لاحظت أي أعراض مستمرة تثير قلقك، بادر بحجز موعد طبي مع الطبيب

"درهم وقاية خير من قنطار علاج". ما هي سبل الوقاية من هذا المرض؟

 تؤكد الهيئات الصحية أن اعتماد أسلوب حياة صحي ومتوازن يقلل من احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان. تشمل خطوات الوقاية الأساسية:

الفحص الدوري عبر تنظير القولون، بدءًا من سن الخمسين أو الأربعين إذا كان هناك مصابون بالمرض في العائلة.

النظام الغذائي الصحي القائم على الإكثار من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.

ممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على وزن صحي.

الامتناع عن التدخين والكحول.

https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMoa2208375

https://www.cancer.org.il/articles/5731/

ما هي أساليب العلاج المتاحة لسرطان القولون؟

 تتعدد الخيارات العلاجية وفقًا لمرحلة المرض وحالة المريض. وتشمل:

التدخل الجراحي لإزالة الجزء المصاب من القولون.

العلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية أو الحد من انتشارها.

العلاج الإشعاعي، خاصة في حالات سرطان المستقيم.

العلاجات المناعية والموجهة، التي تُعد أحدث ما توصل إليه الطب في هذا المجال.

التشخيص المبكر لا يسهل العلاج ويزيد من فرص الشفاء فحسب، بل يتيح أيضًا استخدام علاج أقل تعقيدًا وأخف وطأة على المريض.

ما هي أهمية ملاءمة العلاج  لحالة المريض ؟

 لقد أحدثت العلاجات الحديثة، خاصة البيولوجية والمناعية، ثورة في طرق التشخيص والعلاج. بعد تشخيص سرطان القولون في مراحله المتقدمة، وتحديداً في المرحلة الرابعة - المنتشرة، نقوم بإجراء فحص شامل للمتغيرات الجينية (NGS) للحصول على تفاصيل دقيقة عن الطفرات الموجودة في الورم. هذه المعلومات تساعدنا على تحديد العلاج الموجه (Targeted Therapy) الأنسب لحالة المريض، مما يزيد من احتمالات نجاح العلاج والسيطرة على المضاعفات.

في السنوات الأخيرة، اكتشفنا العديد من الطفرات القابلة للاستهداف علاجيًا، وأصبح بإمكاننا توفير علاجات موجهة فعالة جدًا. بفضل هذه التطورات، أصبحنا نرى حالات من مرضى سرطان القولون في المرحلة المنتشرة لا يتم فيها فقط تأجيل تطور المرض، بل يتم الوصول إلى الشفاء التام في بعض الحالات.  هذه العلاجات توفر أملًا حقيقيًا للمرضى، وتجعل العلاج أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية من العلاجات التقليدية.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة